ان الكرامة و الذل من أشد المحركات فاعلية في النفس فاذا تمكنت من اثارة الشعور بالكرامة عند تلاميذك أو الخوف و الخجل من الذل تكون قد غرست في نفوسهم المبادىء الصحيحة التي تدفع بهم دائما للخير لكن قد نتساءل عن كيفية تحقيق هذا الغرض ........
يجب أن نعلم أولا أن الأطفال شديدو الحساسية للمديح و التقريض أكثر مما نتصور و يجدون لذة كبرى في أن يكونوا موضعا للاعجاب و التقدير خاصة من قبل آبائهم وكل من يحيط بهم فاذا لاطفهم والدهم و أشاد بهم عبد قيامهم بعمل حسن و اذا بالعكس أظهر لهم وجها باردا عبوسا عند اتيانهم بعمل منكر و اذا عاملتهم أيضا والدتهم مع جميع أهل المنزل بذات الأسلوب فانهم لا يحتاجون لوقت طويل حتى يدركوا الفارق في المعاملة.....و لكي نضاعف من تأثير الشعور بالكرامة و الذل و نعطيه مزيدا من السلطةيجب الاستعانة علاوة على ما سبق بأشياء مفرحة أو كريهة على أن لا تكون كمكافآت أو عقوبات تعطى في حالات معينة انما كنتائج حتمية يتحملها الطفل كلما اتى بعمل يستحق التأنيب أو الحمد بهذه الطريقة يفهم الطفل بسهولة أن الذين استحقوا الثناء و التقدير لاجتهادهم في العمل هم الذين يحظون باعجاب و مجاملة ......هكذا تصبح الأشياء التي يرغب فيها الطفل مساندة لفضيلته اذ يعلم بالتجربة أن الأشياء المفرحة مخصصة للذين يحافظون على سمعة طيبة و اذا توصلنا بهذه الوسائل الى جعلهم يخجلون من أخطائهم -و انني من الذين لا يؤيدون اللجوء الى أي عقوبة أخرى --نستطيع أن نفعل بهم ما نشاء و يخضعون عن طيب خاطر لجميع مظاهر الفضيلة.
............بعد أن عارض لوك فكرة العقوبات الجسدية بشدة ذهب الى أن الوسيلة الوحيدة لتأمين نظام خلقي يقوم على الانضباط الذاتي هي تنمية الشعور بالكرامةعند الطفل...