أساتذة ومفتش مادة اللغة العربية بمدينة عين بني مطهر يتجاوزون المشكل القائم بينهم بأسلوب جد مشرف
بعد فشل الإدارة جهويا ومحليا في معالجة المشكل القائم بين بعض أساتذة اللغة العربية ومفتشهم، وهو مشكل ترتبت عنه تداعيات سبقت الإشارة إليها على هذا الموقع من خلال مقالات متعددة، وبعدما حاولت إدارة الأكاديمية صب الزيت على النار بين الأساتذة والمفتش من خلال إجراء تفتيشات مضادة بشكل مبيت ومغرض، ومكشوف، يفتقر إلى المشروعية والحرفية، والخبرة سخر لها طرف وصولي وانتهازي يهوى الاصطياد في المياه العكرة، غلبت الحكمة والتعقل لدى الطرفين معا من خلال مبادرة مساعي حميدة من السيدين الفاضلين الأستاذ المكي قاسمي مفتش اللغة الإنجليزية بنيابة جرادة، والأستاذ أمراح الصغير مدير الثانوية التأهيلية ابن خلدون بعين بني مطهر اللذين احتضنا بعناية فائقة المبادرة الكريمة إلى جانب مجموعة من السادة المحترمين مفتشي نيابة جرادة، ووجدة أنكاد، وبركان ومجموعة من السادة الأساتذة والمديرين المحترمين، على غرار مبادرة السادة النواب المحترمين محمد البور، وشكري الناجي، و عبد الرحمان البعتلاوي، والسادة أعضاء المكتب الجهوي لنقابة المفتشين المحترمين و التي كانت من قبل و لم يكتب لها الله عز وجل التوفيق كما كتبه للمبادرة الثانية التي أسفرت عن انفراج كبير أفضى إلى تذويب الجليد بين السادة الأساتذة من جهة ومفتش المادة ـ عبد ربه الضعيف ـ من جهة أخرى.
وقد استمرت الجهود المحمودة من كل ذوي النوايا الحسنة ومن كافة الأطراف نقابات، و أساتذة، ومديرين، ومفتشين حتى تم بعون الله عز وجل وتوفيقه محاصرة المشكل بشكل نهائي مع كل الأطراف. وقد كان الجميع في المستوى المطلوب في رجال التربية حكمة وتعقلا، وبعد نظر، ونكرانا للذات، وبأسلوب حضاري راق ومشرف تجاوز كل التشنجات، وقطع الطريق على كل المحاولات اليائسة للسباحة في الماء العكر، وتسميم الأجواء، وصب الزيت على النار. ولقد كانت المبادرة الطيبة من جميع الأطراف أمام عجز الإدارة جهويا ومحليا عن معالجة المشكل حيث كانت تدخلاتها دون المستوى، بل كانت سببا مباشرا في تعميق الهوة بين الطرفين، وازدياد الشرخ. وبعدما أخزى الله عز وجل كل شيطان مريد غلبت الحكمة وكانت عملية الصلح الشجاعة التي خرج منها الجميع منتصرين انتصارا يشرف أسرة التعليم ، ويؤكد للرأي العام أن حكمة رجال التعليم قادرة على تخطي كل الصعاب مهما كانت، ودون الحاجة إلى وصاية من جهات إدارية أثبتت فشلها في التدبير، ومعالجة الأمور إداريا فضلا عن فشلها في إصلاح ذات البين داخل بيت أسرة التعليم.
ويحق لأسرة التعليم في نيابة جرادة وتحديدا في مدينة عين بني مطهر أن تفخر بهذا المستوى الأخلاقي الرفيع الذي أبانت عنه في التعاطي مع مشكل لم يطوق في الوقت المناسب وأخذ أبعادا لم تكن بالحسبان وتدعيات كشفت عن هشاشة الإدارة، وخبث بعض النوايا ودنس بعض الطوايا. ولقد كان للحوار الهادف والصريح والمسؤول بين طرفي المشكل الدور الكبير في انكشاف الحقائق التي كانت تزور أحيانا لأغراض مبيتة ومشبوهة، وقد مكر الماكرون، ومكر الله، والله خير الماكرين، وجاء الصلح بين الإخوة بعدما نزع الله عز وجل ما في صدورهم من غل صفعة قوية للماكرين الذين بذلوا قصارى جهودهم لتسميم الأجواء وتعكيرها استهدافا لهذا الطرف أو ذاك حسدا وحقدا من عند أنفسهم. وأنا من هذا المنبر الذي يحمل هم القضايا التربوية بكل صدق وغيرة أتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم من بعيد أو من قريب في تصفية الأجواء المعكرة، وأكرر اعتذاري لكل من نالته مني أدنى إساءة غير مقصودة، ولا مبيتة وكفى بالله عز وجل مطلعا على سرائري. وإنني أعتز أيما اعتزاز بشجاعة الإخوة أساتذة اللغة العربية، وغيرهم والتي حولت المشكل إلى سحابة صيف بفضل الحكمة والتعقل.
ولقد بات من المؤكد والضروري أن تنبثق عن هذه المجموعة الخيرة التي رعت محاولة الصلح أن تؤسس لجنة للحكماء تضم مختلف الفعاليات للتصدي مستقبلا لكل سوء تفاهم ينشب ـ لا قدر الله ـ بين أسرة التعليم في الجهة، كما طالبت بذلك في مقال سابق لي على هذا الموقع. ولقد وجدت فكرة لجنة الحكماء استحسانا لدى أصحاب النوايا الحسنة والخيرين، وعقدوا العزم على التعجيل بتكوينها من أجل الشروع في مشروع إصلاح كل ما يفسد من ود بين أفراد هذه الأسرة المعروفة بالتضحية ونكران الذات والصبر والتحمل. وليس من حق جهة إدارية محلية أو جهوية أن تدعي يدا أو حتى إصبعا في عملية إصلاح ذات البين هذه بين الطرفين، والفضل كل الفضل لله عز وجل أولا، وبعد ذلك للشرفاء من رجال التعليم أساتذة ومفتشين وإداريين شكر الله سعيهم وجزاهم خير الجزاء.
محمد شركي
وجدة سيتي
10/03/22