hiba مشرفة الشعر والخواطر وعالم حواء
الجنس : عدد الرسائل : 1348 العمر : 41 العمل/الترفيه : موظـــفة المدينة : agadir البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 22/07/2009 نقاط : 2882
| موضوع: سياسة الشاعر احمد مطر في الحب الجمعة نوفمبر 27, 2009 7:34 am | |
| أحمد مطر هو شاعر ثوري من الطراز الأول .... غرس قلمه خنجرا في صدر الإستبداد.... وجعل حبره سما يسقيه أرباب الفساد.... وسبك شعره منجلا يقطّع من اللصوص اللحم ويكسر العظام.... ونثر حروفه اشواكا في طرقات اللئام....
قرأنا شعره فوجدناه قد امتلأ بالزنازين والسلاسل.... قرأناه فنظرنا الى أجساد معلقة وأجساد مسجاة ، وسمعنا نباح كلاب مسعورة وضباع قذرة ونسور ضخمة ، ورأيناها قد راحت تتجاذب لحوم تلك الأجساد وتنهشها....
قرأنا قصائده فوجدناها ملأى بالمعتقلين ورجال المخابرات الذين يغدو بجوارهم زبانية الجحيم ملائكة رحمة وأزهار ياسمين!.... قرأنا جروحا تنز دما وقيحا وصديدا ، وسمعنا في تجوالنا بين شواهد القبور في قصائده أنين الأشباح وصراخ الشياطين....
لكن هل قرأنا يوما أزهار الليلك و شذى الرياحين في شعر احمد مطر؟.... هل قرأنا لحنا يطرب له اللحن العذب في شعر احمد مطر؟ أم لم يبق من الحانه غير الصراخ والعويل؟.... هل قرأنا جسم غانية أو غزلا في عيني أنثى؟.... هل قرأنا شجنا أو هياما؟....
وهل سألنا أنفسنا يوما أين يقع الحب في شعر احمد مطر؟....
تعالوا نقرأ الإجابة في قصيدة فوق العادة لشاعر فوق العادة ....
خاطبته إمرأة مجهولة ذات قصيدة قائلة :
انني مت انتظارا شفتي جفت وروحي ذبلت والنهد غارا وبغاباتي جراح لا تدارى وبصحرائي لهيب لا يدارى فمتى يا شاعري تطفئ صحرائي احتراقا؟ ومتى تدمل غاباتي انفجارا؟
ثم تستطرد هذه المجهولة خطابها وتستحثه كي يعشق وتبدي له ما أعدت قائلة:
أنني اعددت قلبي لك مهدا ومن الحب دثارا
لكنها بعد وقفة تأمل وتألم استطردت قائلة:
تأملت مرار وتألمت مرار فاذا نبضك إطلاق رصاص واغانيك عويل واحاسيسك قتلى وامانيك اسارى واذا انت بقايا من رماد وشظايا تعصف الريح بها عصفا وتذروها نثارا
ثم تطلق هذه السيدة تهمة خطيرة على شاعرنا تختم بها خطابها عندما تقول:
أنت لا تعرف ما الحب واني عبثا مت انتظارا
ماذا كان رد شاعرنا الفخم؟ ، لقد خاطب شاعرنا هذه الأنثى قائلا :
رحمة الله على قلبك يا انثى ولا أبدي اعتذارا اعرف الحب ولكن لم اكن املك في الأمر اختيارا كان طوفان الأسى يهدر في صدري وكان الحب نارا فتوارى
كان شمسا واختفى لما طوى الليل النهارا كان عصفورا يغني فوق اهدابي فلما اقبل الصياد طارا
ثم يعلل اسباب هروب هذا الحب قائلا :
آه لو لم يطلق الحكام في جلدي كلابا تتبارى آه لو لم يملأوا مجرى دمي زيتا وانفاسي غبارا آه لو لم يزرعوا الدمع جواسيس على عيني بعيني ويقيموا حاجزا بيني وبيني آه لو لم يطبقوا حولي الحصارا
يواصل شاعرنا الفخم تعليله ويتحدى ويقول أنه لولا ماسبق لحصل التالي :
لتنزلت باشعاري على وجد الحياري مثلما ينحل غيم في الصحارى ولأغمدت يراع السحر في النحر وفي الثغر وفي الصدر وفي كل بقاع البرد والحر وهيجت جنون الرغبات الحمر حتى تصبح العفة عارا ولأشعلت البحارا ولأنطقت الحجارا ولخبأت إمرأ القيس بجيبي ولألغيت نزارا
ثم يستأنف أسبابه وتعليلاته قائلا:
آه لو لم يطبقوا حولي الحصارا لاستفزت شفتاي الكرز الدامي بأطباق العذارى ولزادته احمرارا ولأرسلت يدي ترعى فتخفي ما بدا هصرا وتبدي ما توارى ولأيقظت السكون العذب في غاباتهن البكر عصفا واستعارا ولأرقصت القفارا ولألقيت على خلجانهن الموج حرا مستثارا فيصارعِـن اختناقا ويصارعِـن انبهارا ثم يستلقين تحت الزبد الطاغي يغالبن الدوارا
يستطرد شاعرنا ويخبرنا أنه لا يجهل الحب قائلا:
اعرف الحب أنا
ثم يخبرها عن هذا الحب الموؤد في نفسه قائلا :
لكن حبي مات مشنوقا على حبل شراييني بزنزانة قلبي لا تظني أنه مات انتحارا لا تظني أنه دالية جفت فلم تطرح ثمارا لا تظني انه حب كسيح لو به جهد على المشي سارا لا تظني واصفحي عنه وعني أنا داعبت على المسرح أوتاري وأنشأت اغني غير أني لم أكد أبدأ حتى أطلقوا عشرين كلبا خلف لحني تملأ المسرح عقرا ونباحا وسعارا وانا الراكض من ركن لركن لي قلب واحد عاث به العقر دمارا فانا اعزف دمعا وانا اشدو دماء وانا احيا انتظارا وأنا في سكرتي .. لا وقت عندي كي أغني للسكارى
يعتذر بعدها من تلك المرأة ويخبرها سبب موت الحب في داخله فهو شاعر متفرد ليس مثل باقي الشعراء فهو لا يملك إلا قلب واحد حيث قال :
فاعذريني ان انا اطفأت أنغامي واسدلت الستارا .... أنا لا أملك قلبا مستعارا |
|
AYA&COOL مشرفة الساحة الأدبية
الجنس : عدد الرسائل : 1037 العمر : 31 العمل/الترفيه : student المدينة : cairo-egypt البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 27/12/2010 نقاط : 1225
| موضوع: رد: سياسة الشاعر احمد مطر في الحب الإثنين فبراير 14, 2011 10:40 am | |
| موضوع مميز هبة فعلا مميزة دائما |
|