دور مؤسسة الأسرة في الأيام الأخيرة قبيل الامتحان
عبد المجيد صراط
الصحراء المغربية : 13 - 06 - 2011
إلى جانب مسألة التركيز على ما تبقى من أيام على دخول الممتحنين حمأة الاختبارات، يبقى دور الآباء وأولياء أمور التلاميذ، في هذه الفترة الضيقة، التي تفصل أبناءهم عن الامتحانات، حساسة ومؤثرة جدا.
هذا ما أكده باحثون في علم النفس والاجتماع، ودعوا، في حديثهم مع "المغربية"، مؤسسة الأسرة إلى تقديم الدعم المعنوي للتلميذ لتحسين قدرة تركيزه، حتى يجمع شتات تفكيره ويوجه مجهوده الوجهة الصحيحة.
واعتبر محدثونا هذه الفترة بالذات، وإن كان صعب الإلمام فيها بالمواد المقررة في الامتحان، أساسية ودقيقة، إذا كانت مسألة المراجعة تركز على الأولويات، حتى لا تجد ذاكرة التلميذ صعوبة نفسية في الاستيعاب وحتى لا تواجه نوعا من الاضطراب، في حال إذا كانت كيفية انكباب التلميذ على المراجعة والحفظ ناجعة وقادرة على إعطاء النتائج المأمول منها.
وللوقوف على طبيعة هذه الفترة الحاسمة من حياة التلميذ المدرسية، استقرأت "المغربية" آراء بعض المربين وأولياء أمور التلاميذ، الذين أجمعوا على أنها تبقى بمثابة نقطة الارتكاز لتكسير الحواجز النفسية لدى التلميذ، وجعله يتعاطى تلقائيا مع ما ينتظره من امتحانات.
وبهذا الخصوص، أكدت سعيدة مخلص، أستاذة باحثة في علم النفس، في تصريحها ل"المغربية"، أن تدبير هذه الفترة يتطلب من الآباء تحسيس أبنائهم الممتحنين بأن للطاقة البشرية حدودا، لا يجب تجاوزها بالمغالاة، وأن قوة المراجعة ليست في الكم بل في كيفية اختزان المعلومات وضبطها.
وأضافت محدثتنا أن تخويف التلميذ من مغبة عدم النجاح يساهم، بشكل كبير، في إرباكه وجعله غير قادر على التركيز، الشيء الذي يحتم على مؤسسة الأسرة أن تشعر أبناءها بحساسية هذه الفترة، وعليها أن تقلل من أهميتها لديه، حتى لا ينعكس ذلك سلبا على مستوى تحصيل التلميذ.
من جانبه، أبرز عبد الرحمان الصوفي، رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ، أنه لا يجب أن تتمادى الأسر في شحن أبنائها بنصائح وتحذيرات مجانية لا طائل منها، في وقت يتطلب دعم التلميذ معنويا لتجاوز الضغط النفسي، ومن ثمة، يؤكد محدثنا على أن دور مؤسسة الأسرة في هذه الفترة يجب أن يكون مهادنا متسامحا، لأن مسألة النجاح مرتبطة أكثر بالاستعداد النفسي.
وشدد العديد من نساء ورجال التعليم، ممن استقت "المغربية" آراءهم، على ضرورة مساعدة التلميذ، على ضبط أجندته، أولا بأول، حتى لا يكون تركيزه مشتتا، واعتبار أن الأهم هو التفوق في اليوم الأول للامتحان، وبعدها يجري التفكير في اليوم الثاني، وهذا ما اعتبره محمد سعدون، مفتش تربوي، بتبديد المخاوف وتقليص حدة الضغط.
ويرى محدثنا بهذا الخصوص أنه على الأسر الاهتمام في هذه الفترة بالنمط الغذائي للتلميذ وجعله متوازنا، كما أكد على ضرورة حفاظ التلميذ على الوقت الكافي للنوم، حتى لا يخلق لديه اضطرابا أثناء اجتيازه الامتحان، وفضل أن يكون الاستعداد النفسي للممتحن، في اليومين أو ثلاثة أيام الأخيرة، في الهواء الطلق في الطبيعة، ليكتسب الجسم ما يكفي من الأكسجين، وينفث مزاجيا الخوف والوجل.
ومن هنا، تؤكد العديد من الدراسات أن الاستعداد النفسي يبقى هو العصا السحرية التي يمكن أن تضبط تفكير التلميذ وتجعله قادرا على استحضار ما اختزنه من معلومات دون الشعور بأي مركب نقص.
وما من شك أن هذا الترويض النفسي يبقى بمثابة عصب الإشكال الذي تعيشه العديد من القطاعات الإنتاجية والتربوية في مجتمعنا، فغياب هذا المعطى يجعل النسبية في الأداء، هي الطاغية، ويبقى المطلق مرتبطا بمدى استعدادنا النفسي لخوض غمار التحديات والتعاطي بتلقائية مع الطوارئ.