نظمت كل من الجمعية المهنية لمطاعم ومقاهي خريبكة، وفيدرالية جمعيات التنمية والبيئة وشؤون الهجرة وقفة احتجاج أمام المشروع الجديد الذي تسهر على إنجازه مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم بخريبكة، حيث احتشد أزيد من أربعين محتجا بشارع ابراهيم الروداني، للمطالبة بوضع حد لما أسموه بالتطاول على الأملاك المخزنية وتحويل جزء من مؤسسة تعليمية إلى فضاء تجاري، دون الحصول على التراخيص اللازمة، ودون سلك المساطر القانونية، على حد تعبير المحتجين.
احتجاجات المتضررين
علي الفادي، رئيس الجمعية المهنية للمطاعم والمقاهي، أكد على "ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لوقف إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، مضيفا أن هذا المطعم سيضر بالفضاءات المجاورة له بشكل خاص، واقتصاد المدينة بشكل عام، حيث سيتسبب في تشريد عدد من عمال المقاهي والمطاعم المجاورة " وفق تعبير رئيس الجمعية المهنية للمطاعم والمقاهي.
محمد صمودي رئيس فيدرالية جمعيات التنمية والبيئة وشؤون الهجرة، استنكر في تصريحه لهسبريس ما أسماه "استيلاء شركة على الأملاك المخزنية وتحويلها إلى مطعم تجاري، بتواطؤ مع الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم بخريبكة"، كما دعا السلطات المحلية إلى "حماية الملك العام، والضرب بيد من حديد على كل من يتطاول عليه لاستغلاله في أغراض تجارية".
وأضاف المحتجون أن مسطرة التفويت والبناء لم تتم بالشكل المطلوب، مؤكدين أن مؤسسة الأعمال الاجتماعية حصلت سنة 2005 على رخصة لإصلاح بعض مرافق ثانوية ابن عبدون، ليتم استغلال هذه الوثيقة في تحويل جزء من المؤسسة التعليمية إلى مقهى، على أساس أن يستفيد منه رجال ونساء التعليم، رغم اعتراض مندوب أملاك الدولة على تشييد هذا المشروع.
موقف وزارة التربية الوطنية
عن افتتاح ذات الفضاء قال النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة إن الوزارة الوصية لم تمنح مؤسسة الأعمال الاجتماعية بخريبكة أي ترخيص للمشروع، ولن تسمح باستغلال ذلك الفضاء في أغراض تجارية، لكون وزارة التربية الوطنية حصلت عليه من أملاك الدولة لأغراض إدارية وتربوية فقط.
النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة تشبث، منذ توليه مسؤولية تدبير الشأن التعليمي بالإقليم، برفض الترخيص أو الموافقة لمؤسسة الأعمال الاجتماعية بتتمة هذا المشروع فوق أرضية مؤسسة تعليمية، حيث طالب من أصحاب المشروع احترام الضوابط القانونية اللازمة، حتى يكون المشروع في إطار أنشطة مؤسسة الأعمال الاجتماعية التي تستهدف الأسرة التعليمية فقط.
من جهة أخرى أكد عدد من رجال ونساء التعليم بخريبكة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن تثمينهم لمثل هذه المشاريع التي انتظرتها الأسرة التعليمية لعقود من الزمن، رافضين في نفس الوقت أن تتم هذه المشاريع على حساب فضاءات المؤسسات التعليمية من جهة، أو أن تفتتح في وجه العموم بشكل يجعلها كباقي المقاهي بالمدينة.
أصحاب المشروع يوضحون
عز الدين حزاز، الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم بخريبكة، أوضح أن المشروع موضوع النقاش لا يتطلب الترخيص لافتتاحه نظرا لكونه تابع لمؤسسة الأعمال الاجتماعية، ويهم رجال ونساء التعليم فقط، موضحا ضمن تصريح لهسبريس أن مسألة فتح الباب الرئيسي للمقهى على الشارع العام لا يعني أنه فضاء للعموم، بل فقط لتسهيل ولوج الأسرة التعليمية للاستفادة من خدمات المقهى والمطعم بأثمنة تفضيلية.
وأضاف عز الدين حزاز أن عمالة إقليم خريبكة اعترضت فقط على حجم الواجهة الأمامية الكائنة فوق الباب الرئيسي، كما تم منع إخراج الكراسي والموائد أمام المقهى، ما يعني، وفق تصريح الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم بخريبكة، أن أمر افتتاح المقهى عشية اليوم بات أمرا عاديا ولا إشكالية فيه.
بين التقارير والواقع
تجدر الإشارة أن عامل إقليم خريبكة قد راسل، قبل سنتين، كل من باشا المدينة والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والمسؤول عن الأملاك المخزنية والمندوب الإقليمي للإسكان والتعمير، إضافة لرئيس فرع الوكالة الحضرية ورئيس المجلس البلدي، لدعوتهم إلى التدخل العاجل لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإيقاف استغلال هذا الفضاء إلى حين التسوية القانونية النهائية للملف، وذلك بناء على تقرير اجتماع ترأسه الكاتب العام لعمالة الإقليم.
وعن كيفية تسوية الملف، حدد مندوب أملاك الدولة خيارَيْن اثنَيْن لتصحيح الوضعية، وهما إرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل تشييد المشروع أو استرجاع جزء العقار الذي أقيم عليه المشروع من طرف مندوبية أملاك الدولة، إلا أن الواقع يؤكد أن المُراسلات والتقارير لم يأخذها أصحاب المشروع بعين الاعتبار، حيث عملوا على إتمام بناء المشروع الذي من المُبرمج أن يُفتتح في وجه الزبناء عشية اليوم.. تزامنا مع احتفالات عيد الاستقلال.