ou3mmi مشرف منتديات الأخبار والمال والأعمال
الجنس : عدد الرسائل : 1088 العمر : 46 العمل/الترفيه : prof البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 06/01/2009 نقاط : 2429
| موضوع: المتن المنثور الخميس مارس 26, 2009 1:33 am | |
| صيغت المتون نثراً أيضاً كما صيغت نظماً، وقد اشتهرت هذه المتون النثرية في تاريخ العلوم عامة، وفي تاريخ النحو خاصة، وهي متون اعتمدها الدارسون جيلاً بعد جيل يشرحونها ويعلمونها، وما زالت حتى اليوم عمدة في بابها ومرجعاً لأصحاب كل فن، وهي حتى الآن مجال للباحثين يخوضون فيها بالتفسير والتعليق والشرح والإيضاح والتحقيق. وعندما نحاول أن نضع تاريخاً للبداية الفعلية التي ظهر فيها أول متن نحوي منثور مختصر، نجد أنها كانت في القرن الثاني الهجري أيضاً، ولعل أول من كتب مقدمة أو متناً منثوراً هو خلف بن حيان الأحمر البصري المتوفى سنة (180هـ) حين ألف كتابه الوجيز "مقدمة في النحو"، وبهذا تكون البداية للمتن المنظوم والمنثور واحدة تقريباً، إذ لم يفصل الخليل بن أحمد الذي ينسب إليه أول متن منظوم عن خلف الأحمر هذا إلا عشر سنوات. ويجلي كون كتاب الأحمر متناً منثوراً مختصراً من قوله: (ولما رأيت النحويين وأصحابَ العربية أجمعين قد استعملوا التطويل وكثرة العلل، وأغفلوا ما يحتاج إليه المتعلم المتبلغ في النحو المختصر... والمأخذ الذي يخفى على المبتدئ حفظه، ويحيط به فهمه، فأمعنت النظر والفكر في كتاب أؤلفه وأجمع فيه الأصول والأدوات والعوامل على أصول المبتدئين، ليستغني به المتعلم عن التطويل، فعملت هذه الأوراق، فمن قرأها وحفظها وناظر عليها، عَلِم أصول النحو كله). ثم ألف أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي المتوفى سنة (225هـ) مختصراً في النحو سماه "المقدمة" وسماه بعضهم "مختصر نحو المتعلمين"، ثم ألف أبو علي أحمد بن جعفر الدينوري المتوفى سنة (289هـ) مختصراً سماه "المهذب" جرّده من الاختلافات واكتفى فيه بمذهب البصريين. ثم ألف أبو الحسن محمد بن أحمد بن كيسان المتوفى سنة (299هـ) متناً نحوياً اسمه " الموفقي في النحو "، ثم ألف أبو جعفر النحاس المتوفى سنة (338هـ) كتابه "التفاحة" وهو متن صغير الحجم كبير الفائدة. كما كتب أبو الحسن أحمد بن فارس المتوفى سنة (395هـ) مقدمة في النحو ثم جاءت مقدمة ابن بابشاذ أبي الحسن طاهر بن أحمد النحوي المتوفى سنة (469هـ) ثم مقدمة أبي الحسن علي بن فضال المجاشعي المتوفى سنة (479هـ) ثم المقدمة الجزولية التي تسمى بـ"القانون" لأبي موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي المتوفى سنة (607هـ)، بعدها ألف أبو الفتح المطرزي المتوفى سنة (610هـ) متناً نحوياً وأسماه أيضاً " المقدمة ". واستمر التأليف في المتون النحوية المنثورة المختصرة في عصر المماليك وازدهر وكثر كما كثر شرّاح هذه المتون وحفاظها والمقبلون عليها، ومن أشهر ما أُلف في عصرهم من المتون النحوية: - "الكافية" لابن الحاجب المتوفى سنة (646هـ). - "المقدمة الآجرومية" في النحو لأبي عبد الله محمد بن داود الصنهاجي المعروف بـ"ابن آجروم" المتوفى سنة (723هـ)، وقد شاعت هذه المقدمة وذاعت، وأقبل عليها المعلمون والمتعلمون؛ الأولون يشرحون والآخِرون يحفظون.- ثم تلتها "المقدمة "الأزهرية" للشيخ خالد الأزهري المتوفى سنة (905هـ) وهي لا تقل في محتواها وقيمتها عن المقدمة الآجرومية، لكنها لم تحظ بما حظيت به المقدمة الآجرومية من الشهرة والانتشار. ويمكن أن يندرج تحت اسم المتون كل كتاب قديم اختصره مؤلفه وأخلاه من الخلاف وكثرة التعليلات، ومن ذلك كتاب " الجمل" في النحو لأبي القاسم الزجاجي المتوفى سنة (339هـ) إلا أنه يؤخذ عليه إكثاره من الأمثلة، وهذا أمر غير مألوف في المتون بآخره، ومن ذلك أيضاً كتاب " الجمل " في النحو لعبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة (471هـ). طبيعة المتون والشروح: أجمع الباحثون على القول بأن للمتون طبيعة لا تفارقها وهي الاختصار، مع أنني أرى أن الحقيقة تخالف ذلك أحياناً، فالمتون كما تكون مختصرة، قد تكون عندي من أمهات الكتب، يؤيد هذا ما نراه من الشروح الكثيرة والتعليقات العديدة على هذه الأمهات، وهي في الوقت نفسه دليل على أهميتها وعظم منزلتها، فكتاب سيبويه – مثلاً – يعد من هذه الناحية متناً نحوياً، صحيح أنه كبير في حجمه الموسوعي؛ في مسائله وأبوابه وأمثلته، لكن إقبال العلماء والمتعلمين عليه عبر التاريخ وكثرة شروحه وتتابعها يسوغ عندي تسميته متناً. يقول الشيخ محمد عرفة: "لم يُخدم كتاب في العربية مثلما خُدِم (الكتاب) لسيبويه، ولم يوضع على كتاب من الشروح والحواشي وتفسير الشواهد مثل ما وُضع على الكتاب، و "مقتضب المبرد" و "أصول ابن السراج" كذلك، وهلم جرا، فهذه كلها يمكن أن تعد أيضاً متوناً لأنها ضبطت أصول العلم بدقة وإحكام من جهة، ولكثرة الشروح عليها من جهة أخرى، أما الشروح فقد وضعت بقصد استيفاء كل مسألة من جميع النواحي، وذكر كل ما يتصل بها ولو كان على سبيل الاستطراد أو لأدنى ملابسة، فَحَوَت من أجل ذلك القواعد والقوانين النحوية والعلل والتأويلات والعوامل والشواهد وإعرابها وتوجيهها واللهجات وما يتصل منها بالنحو، وبحثت أحياناً في أصول بعض الكلمات، وقد دعا إلى هذه الشروح العجز عن الإتيان بعلم جديد من مصنف جديد، مما جعل المصنفين يتجهون إلى شرح متون المتقدمين، وتجلية ما عسى أن يكون فيها مما يتعاصى على الفهم، يقول محمد كامل حسين: "إن العلوم إذا تم تكوينها، ووُضِعَت قواعدها تمر على العلماء فترة بعد ذلك طويلة أو قصيرة لشرح هذه القواعد أو نقدها، ويكثرون من التأليف حول هذه القواعد دون أن يحاولوا وضع قواعد جديدة". |
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: المتن المنثور الخميس مارس 26, 2009 2:02 am | |
| أسجل مروري وادون كلمات شكري على ما تتحفنا به من روائع لغتنا العربية |
|
ritouja مشرفة قسم اللغات
الجنس : عدد الرسائل : 603 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالبة جامعية المدينة : وهران البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 15/01/2011 نقاط : 871
| موضوع: رد: المتن المنثور الأحد فبراير 27, 2011 3:12 am | |
| |
|