المتهمة فاطمة (ل) تغطي وجهها هربا من عدسات المصورين (عبد الصمد تاج الدين)أعادت مصالح الشرطة القضائية بمكناس، أول أمس الخميس، تمثيل الجريمة المزدوجة التي ارتكبتها، نهاية الأسبوع الماضي، أم يشتبه في أنها عمدت إلى قتل ابنها إثر إقدامه على قتل أخته.
وجرت أطوار إعادة تمثيل الجريمة وسط حضور كبير لسكان المدينة، وبحضور نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، ووالي أمن مكناس، ورئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية والمنطقة الأمنية.
ففي حدود الخامسة من عشية أول أمس، وصلت سيارة أمن وبها الأم فاطمة (ل)، البالغة من العمر 57 سنة، ترتدي جلبابا رمادي اللون وتغطي وجهها.
وتحت حراسة مشددة لعناصر الشرطة القضائية، دخلت المتهمة إلى البيت، مسرح الجريمة بالمنزل رقم 10 في الزنقة 28 بحي الزرهونية، حيث ارتكبت الجريمتان الأولى من طرف نبيل (ن) الذي قتل شقيقته نوال، والثانية من قبل الأم التي تشير التحقيقات إلى أنها قتلت نبيل انتقاما للابنة.
وقضت الأم، رفقة مصالح الأمن، 45 دقيقة داخل المنزل، قبل الانتقال بها إلى موقع خلف حمام "النصيري"، في بقعة أرضية غير مبنية، حيث تخلصت المتهمة من الحقيبة التي بها أشلاء الجثة برميها هناك.
بعد ذلك انتقلت سيارة الأمن، التي تحمل فاطمة، إلى نقطة ثالثة وهي محطة القطار الأمير عبد القادر، حيث سبق لها أن تخلصت من حقيبة أخرى داخل القطار بها أشلاء الجثة، وأخرى انطلاقا من محطة القطار الكبرى، والحقيبتان معا جرى العثور على إحداها بمدينة الدارالبيضاء الميناء، والثانية داخل القطار المتجه إلى مدينة مراكش.
ومن المرجح أن تكون أحيلت المتهمة، أمس الجمعة، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف في مكناس.
وحسب مصدر من التحقيق، فإن المتهمة ذكرت، خلال الاستماع إلى أقوالها، بأنها وجدت لدى عودتها إلى البيت، يوم السبت 4 يوليوز، ابنيها نبيل (31 عاما) ونوال (27 عاما) في حالة سكر طافح، موضحة أن الحالة التي وجدت عليها الضحيتين دفعتها إلى مغادرة المنزل لقضاء الليل عند أحد أقاربها بحي المنصور.
وأضافت أنها صدمت لدى عودتها إلى البيت في اليوم الموالي بمشهد مريع (ابنها بصدد تقطيع جثة أخته). وحين استفسرته عن فعله أجابها "إلى مسكتيش غادي ندير ليك كما درت ليها"، في تلك الأثناء، تفيد المصادر ذاتها، "تسللت الأم خلف نبيل، وقصدت المطبخ، لتحمل ساطورا وتنهال به على رأس ابنها، الذي سقط على الأرض مضرجا في دمائه، ثم بدأت في تقطيعه إلى أجزاء ووضعته في حقيبة، بجوار الأخرى التي كانت توجد بها شقيقته".
وتابعت أنها توجهت إثر ذلك إلى محطة مكناس متأبطة حقائبها، واستقلت القطار المتوجه نحو الدار البيضاء-مراكش، الذي غادرته لحظات بعد ذلك في محطة الأمير عبد القادر بالمدينة نفسها، تاركة حقائبها هناك.
يشار إلى أن الضحيتين مزدادان في الدارالبيضاء، ويتحدران من مدينة خنيفرة، نوال كانت تمتهن الحلاقة، في حين أن نبيل كان يملك ناقلة من نوع "هوندا".
واهتدى المحققون إلى منزل الأم بالاستعانة بكلاب بوليسية، التي حددت العنوان في حي الزرهونية، قبل أن تنتقل عناصر الشرطة العلمية والتقنية إلى عين المكان حيث وجدت آثار بقع دم يمكن استغلالها في الأبحاث، رغم عمليات التنظيف لطمس الأدلة، مشيرة إلى أنه بعد إخضاعها لتحاليل مخبرية تبين أنها تعود للفتاة، الشيء الذي أثبت أن المنزل المذكور كان مسرح الجريمة الأولى.
وكانت الأطراف البشرية لتي عثر عليها في المدن الثلاثة جمعت من قبل أفراد الشرطة العلمية والتقنية، ونقلت إلى مركز الطب الشرعي "الرحمة" بالدارالبيضاء.
وأفادت المصادر أن خبرة الطب الشرعي، بتعاون مع وحدة البصمات الجينية التابعة للمصلحة البيولوجية بمختبر الشرطة العلمية والتقنية، مكنت من تحديد هوية الضحيتين.