قارن الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي نيكولاس كريستوف بعض جوانب التعليم فيما بين أمريكا والصين من خلال إطلاعه الميداني على النظامين وتوصل إلى بعض الملاحظات التالية:
1- إن مستوى الرياضيات الذي يدرس حتى في مدارس الفلاحين في القرى الصينية يشبه مستوى الرياضيات في المدارس الممتازة بمنطقة نيويورك .
2 يبدأ أطفال الفلاحين الصينيين بتعلم الإنجليزية في الصف الأول أو الثالث وحسب المدرسة، بعد أن أدخلت إلى المناهج الدراسية حديثا وقد كانت نقطة ضعفهم، بينما لا يبدأ التلاميذ في أمريكا تعلم اللغات الأجنبية إلا في الصف السابع.
3- يتميز التلاميذ الصينيون بتعطشهم للتعليم وإحراز التقدم ويتلقون دروسهم لفترات طويلة إذ يلتحق التلاميذ في المدرسة في الساعة السادسة والنصف صباحا لتلقي مزيد من التوجيه والرياضة قبل أن تبدأ الدروس في الساعة السابعة والنصف وفي الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة يذهبون إلى بيوتهم من أجل الغداء ثم يعودون إلى المدرسة في الساعة الثانية ظهرا حيث يدرسون حتى الساعة الخامسة عصرا.
4- تكن الصين احتراما ثقافيا كبيرا للتعليم في إطار موروثها الكونفشيوسي (نسبة الى الفيلسوف الصيني كونفشيوس 551-479 ق.م)، وهو ما يفسر اهتمام الحكومات والعائلات معا بالتعليم إذ يحظى المعلمون باحترام كبير وامتيازات مادية عالية.
5- يؤمن الصينيون بأن الطلبة الذين يحصلون على أفضل العلامات هم أولئك الذين يعملون بجد ومثابرة وبالمقابل يرى الأمريكيون,في استطلاعات الرأي، إن أفضل التلاميذ هم أولئك الذين يتمتعون بذكاء فطري إذ أن ليس للأطفال الصينيين عذرا وذريعة لتبرير ضعف نتائجهم.
ألا يحق لنا أن نعتبر تجربة، الشعب الصيني الموحد ذو 1300 مليون والذي يتكون من 56 قومية, رائدة وتستحق الدراسة والتأمل خصوصا في مجال التربية والتعليم لغرض الاستفادة منها في تطوير بلداننا التي لا زال التعليم فيها يسير كسير السلحفاة بل يتراجع أحيانا، وتوثيق العلاقات بكافة المجالات مع هذا الشعب الذي يتميز بالجد والإخلاص في العمل والبساطة والتواضع , فعلى الرغم من التطور الهائل الذي أحدثوه وأصبحوا يعيشون في دولة عظمى ولكنهم يؤكدون عند النقاش معهم " نحن لا زلنا دولة نامية" فرحم الله شعوبنا ودولنا التي لازال الكثير منها نائما ولكن نومهم، طويل و يختلف عن نوم الصينيين الذي حذر منه نابليون عندما قال:" دع الصين نائمة لأنها عندما تستيقظ فسوف يندم العالم"
إن للصين وزارة واحدة للتربية والتعليم يترأسها وزير وستة نواب ومساعدان اثنان إذ تشرف على كافة المؤسسات التعليمية التي تضم حوالي 255 مليون طالب.تنقسم مراحل التعليم في الصين إلى رياض الأطفال (3 سنوات) والتعليم الابتدائي(6 سنوات) والإعدادي أو المتوسط (3 سنوات) والثانوي (3 سنوات) والجامعي (3- 5سنوات). تطبق الحكومة نظام التعليم الإلزامي لمدة 9 سنوات في المدارس الابتدائية والمتوسطة إذ يعفى الطلبة من الرسوم الدراسية في مرحلة التعليم الإلزامي ولا يدفعون سوى مبلغ بسيط من النفقات الدراسية.
توجد في الصين حاليا أكثر من 3000 جامعة منها 1300 جامعة حكومية فيما بلغ عدد الجامعات التي تستقبل الطلبة الأجانب 70 جامعة, وقد وصل عدد الطلبة في الجامعات الصينية الى حوالي 24 مليون بزيادة حوالي أربعة اضعاف في فترة عشرة سنوات بين الأعوام 1996 الى 2006 ليحتل حجم التعليم العالي في الصين المركز العالمي الأول.