محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: الثعلب الذي خدع نفسه ..مسرحية قصيرة للأطفال الخميس أغسطس 28, 2008 1:32 pm | |
| لمنظر عبارة عن تل يشرف على سهل أخضر رحب , فوق التل صخرة كبيرة يختبئ خلفها الثعلب وهو يسترق النظرات إلى السهل , بعد لحظات يدخل ذئب هزيل الجسم ..)
الذئب : عووو.. الثعلب: (يجفل) أهذا أنت أيها الذئب العجوز ؟ الذئب : هل أخفتك ؟ الثعلب: (مكابرا ) لا.لا. لم أخف . الذئب : لكنك جفلت , و شحب لونك . الثعلب: ظننتك ذئباً أخر . الذئب : ذئباً شاباً وقوياً ؟ أليس كذالك؟ الثعلب: (بضيق ) أف أيها العجوز , دعني أنفذ المهمة التي أمرني بها ملك
الغابة .(يعود الثعلب إلى مراقبة السهل ) الذئب : ( باستغراب ) ماذا قلت ،مهمة ؟!لا شك أنها مهمة خطرة . الثعلب : (بغرور ) نعم . هي كذالك . الذئب : وما هي ؟ الثعلب : هذا سر. الذئب : وهل توجد أسرار بين الأصدقاء ؟
الثعلب : ( وهو يراقب . يخاطب نفسه ) أوشكت الشمس على المغيب , ولم أشاهد جملاً أو حملاً. أف . الذئب : الآن فهمت . الثعلب: ماذا فهمت ؟ الذئب : إنك تنتظر فريسة ما ؟ الثعلب: نعم . الذئب : وعندما تشاهدها ستنادي الملك لينقض عليها . (الثعلب يصمت في حيرة) الذئب : لماذا لا تجيب ؟ الثعلب: ماذا أقول ؟ الذئب :أي شيء, قل لي : إنك نطقت الصواب أيها الذئب الفهمان .
الثعلب: (بضيق) هل تعرف ما هو الصواب أيها العجوز؟ الذئب : (بسرور) ما هو يا صديقي ؟ الثعلب : أن أنادي الملك لينقض عليك ويفترسك بدلاً من الفريسة التي أنتظرها . الذئب : (برعب ) لا حاجة لذلك يا صديقي , سأصمت ,سأصمت تماماً (يصمت وقد كمُّ فمه بيده ) الثعلب : بل يجب أن تذهب من هنا أيضاً , وفي الحال .
الذئب : لماذا ؟ الثعلب : (ينادي) أيها .. الذئب : (بخوف . يكلم فم الثعلب ) أنا ذاهب , أنا ذاهب في الحال يا صديقي . (يخرج الذئب . الثعلب يضحك بانتشاء . ثم يعود إلى مراقبة السهل , يحملق فجأة في السهل ) الثعلب : ما هذا ؟! ماذا أرى ؟ إنه..إنه ثور ..بل ثوران .بل ثلاثة ثيران ..يالها من وليمة !! (ينادي الأسد ) يا سيدي، أيها الملك ،يا سيد الغابة المعظم . (يدخل الأسد مزمجراُ، يقاطع الثعلب ) الأسد : ما هذا العواء المنكر أيها الصعلوك ؟
الثعلب : غنيمة يا سيدي،وليمة فاخرة . الأسد :(بسرور ) وليمة ؟ أين هي ؟
الثعلب : في السهل يا سيدي، هناك في السهل . (يلقي الأسد نظرة إلى السهل فيزمجر مسروراُ بما يراه ) الأسد :( يزأر) أيها الثعلب . الثعلب : نعم سيدي . الأسد : انظر إلى عيني . (ينظر الثعلب بخوف إلى عيني الأسد ) قل لي :كيف تراهما ؟ الثعلب :محمرتين يا سيدي ،محمرتين كجمرتين متقدتين . الأسد :(يزأر ) وفمي..كيف تراه ؟ الثعلب : جميل يا سيدي ، إنه أجمل فم رأيته . الأسد : (بغضب ) لم أسألك عن جماله أيها الصعلوك . الثعلب :( بحيرة وخوف) إنه ..إنه رائع يا سيدي الجميل . الأسد :(بانفعال) أعرف ذلك أيها الأحمق،ولكن قل لي :هل فمي يرغي ويزبد ؟ ( يزداد خوف الثعلب وهو يرى فم الأسد يرغي ويزبد ) الثعلب :نعم، نعم يا سيدي ،إنه يغبد ويزرب..(يستدرك) يرغي ويزبد. الأسد : (يزأر ) وصدري . كيف تراه ؟ الثعلب : جميل يا سيدي،جميل وقوي يا سيدي القائد .
الأسد : هل يعلو ويهبط كموج البحر ؟ الثعلب : ماذا ؟!! (يحملق في صدر الأسد الهائج بخوف زائد فيصمت مرعوباُ ) الأسد : تكلم أيها الجبان ، قل ماذا ترى ؟ الثعلب : أرى .. أرى موج بحر هائج يعلو ويهبط ..يهبط ويعلو يا سيدي الثائر . الأسد :(يزأر) الآن أصبح بإمكاني الانقضاض على الثيران بسهولة ويسر،وتمزيقها شر تمزيق . ( يزأر ويهبط الوادي بسرعة فائقة ) الثعلب : (لنفسه،باستغراب ) ماذا ؟ بسهولة ويسر ؟! ( يقلد حركات الأسد ،يسمع زئير الأسد ،فيتابع ما يحدث في الوادي ) يا إلهي !الثيران المذعورة تفر كالفئران، أحد الثيران ينطح الملك ، يا للهول الملك يسقط !غير معقول !! (بسرور ) ها هو ذا يهب واقفاُ،يزأر يلطم الثور،يسقط الثور على الأرض، الثوران الآخران يهربان،عظيم،
عظيم يا سيدي ،عاش الملك ،عاش الملك الملهم الفذ.. (لنفسه ) إنه بعيد لن يسمع صوتي وأنا أهتف له .سأهبط إليه لأهتف أمامه . (يهبط إلى الوادي وهو يعوي ويهتف ) عاش الملك..عااااش . ( يتغير المنظر، يظهر الثعلب جالسا ًيفكر . بعد لحظات يدخل الذئب العجوز . يرى الثعلب يحدث نفسه ويقوم ببعض الأفعال و الحركات الغربية .. ) الذئب : لاشك أن صديقي العزيز يخطط لتنفيذ حيلة ماكرة . ( الثعلب لا يلتفت ناحية الذئب .. ) الذئب : ( بخبث ) هل هي مهمة خطيرة كالمهمة السابقة ؟ ( الثعلب لا يجيب ، بل يستمر في أداء حركاته الإيمائية ) ( وبعد تفكير .. ) لكن الملوك لا يحتاجون إلى الحيلة لتحقيق ما يصبون إليه . الثعلب : (باستغراب ، وقد انتبه إلى وجود الذئب ) ماذا قلت ؟ الذئب : قلت : إن الملوك لا يحتاجون إلى الحيلة لتحقيق ما يصبون إليه . الثعلب : لماذا ؟ الذئب : لأنهم ملوك، قوتهم تكفيهم . الثعلب : ( بغرور العارف ) أنت مخطئ يا صديقي العجوز.
الذئب : لماذا ؟ الثعلب :لأن الحيلة أساس قوتهم . الذئب : كيف ؟! لم أفهم شيئاً مما قلته . الثعلب : ببساطة شديدة جداً جداً . لقد عرفت كيف أستأسد ،تعلمت هذا الفن. وسأفترس الحيوانات القوية كما أفترس الدجاج والأرانب . الذئب : ( باستغراب ) كيف ؟! الثعلب : (بغرور ) هذا سر أيها العجوز . الذئب : سر ؟ !! هل توجد أسرار بين الأصدقاء ؟ الثعلب : (بضيق ) وهل تريد أن يمزقك الملك ؟ (يعوي ) الذئب : لا .لا. سأبتعد . سأبتعد . ( يخرج الذئب ) الثعلب : (لنفسه ) والآن ، من سيراقب لي السهل ؟ هل أراقبه بنفسي .(يفكر)لا.لا.هذا لا يجوز. فأنا الملك . ولابدَّ من أن يناديني أحدهم :أيها الملك المعظم، يا سيد الغابة ( يفكر ) لماذا لم أطلب من الذئب القيام بهذه المهمة ( يفكر ) يُفضل أن أقبض على ديك أو أرنب و أحضره عنوة إلى هنا . ليؤدي هذه المهمة .هذا أفضل . وحين يرى حيواناً ما . سينادي: أيها الملك، يا سيدي المعظم .. ( يفرك يديه بسرور . ثم يعود . يخرج )
( يتغير المنظر، يظهر أرنب خلف الصخرة الموجودة أعلى التل يسترق النظرات القلقة الخائفة إلى السهل . يطل الثعلب برأسه بين الحين والأخر) الثعلب : ( يهمس ) لماذا لا تناديني أيها الأرنب الغبي ؟ الأرنب : لم أر أي حيوان أيها الثعلب .
الثعلب : ( بحنق ) نادني بالملك المعظم يا غبي ، ألم أوصك بذلك ؟ الأرنب : (بخوف ) حاضر ، يا ..أيها الملك المعظم . الثعلب : ( وهو يتوارى خلف الصخرة ) لا تنسَ ذلك . الأرنب : حاضر يا سيدي . ¬¬¬¬ (تمر لحظات من الترقب ، يطل الثعلب برأسه مرات عديدة ) الثعلب : هل مر أحد ؟ الأرنب : لا يا سيدي
الثعلب : تابع المراقبة جيداً . الأرنب : حاضر يا سيدي . ( يختفي الثعلب خلف الصخرة . الأرنب يحدث نفسه و هو يراقب السهل) أمر هذا الثعلب عجيب . انقض عليَّ فظننته سيفترسني . فإذا به يطلب مني أن أراقب هذا السهل . (ينظر إلى السماء )أوشكت الشمس على المغيب ولم يقع بصري على أي حيوان . (بخوف ) يا إلهي . ماذا أفعل ؟ إذا حل المساء ولم يجد فريسة فسيأكلني . (بعد لحظات . بفرح ) ماذا أرى . إنه أرنب . سأناديه .(يمعن النظر في السهل. بفرح زائد ) يا للفرصة الذهبية . إنه أرنوب . عدوي . لقد وقعت إيها الغشيم . (ينادي الثعلب ) إيها الثعلب .(يطل الثعلب برأسه غاضباً) الثعلب : أنا الملك أيها الغبي . ملك الغابة المعظم .
الأرنب : أيها الملك المعظم . الثعلب : ماذا تريد ؟ ما هذا العواء المنكر أيها الصعلوك ؟ الأرنب : ( يتردد) هناك .. هنا..هناك . الثعلب : تكلم أيها الأحمق . الأرنب : ( لنفسه ) إني أحمق فعلاً . الثعلب : تكلم أيها الجبان .
الأرنب : لا.لاشيء يا سيدي الملك .لا شيء . الثعلب : لا شيء! لماذا ناديتني ؟ الأرنب : توهمت أنني رأيت أرنباً . الثعلب : ( باحتقار ) أرنباً ؟!
الأرنب : أقصد حصاناً يا سيدي الملك . الثعلب : انظر جيداً . ( يتوارى خلف الصخرة ) الأرنب : حاضر يا سيدي الملك . ( لنفسه ) أية حماقة كنت سأرتكب،بل خيانة،خيانة واحد من أبناء جلدتي ،أف . ( يعود إلى مراقبة السهل . بعد لحظات من المراقبة ينادي بصوت عال ) أيها الثعلب . أيها الملك العظيم . الثعلب : (يهرع نحو ه) ما هذا العواء المنكر أيها الصعلوك ؟ الأرنب : (باستغراب ) أنا لم أعو يا سيدي ،بل .. الثعلب : (بحنق ) هيا تكلم . قل إنها غنيمة يا سيدي . وليمة فاخرة . الأرنب : غنيمة يا سيدي ، وليمة فاخرة . الثعلب : أين هي ؟
الأرنب : في السهل يا سيدي . في السهل . ( ينظر الثعلب إلى السهل . يعوي مسروراً ) الثعلب : ( يعوي ) أيها الثعلب . ( الأرنب يتلفت حواليه باستغراب وخوف ) الثعلب : ( بحنق ) لماذا تتلفت حواليك هكذا أيها الأجدب ؟ الأرنب : أين الثعلب الذي خاطبته يا سيدي ؟! الثعلب : أنت هو . الأرنب : أنا ؟!
الثعلب : نعم . قل : أمرك يا سيدي . الأرنب : ( بخوف) أمرك يا سيدي .
الثعلب : انظر إلى عيني . ( ينظر الأرنب إلى عيني الثعلب ) كيف تراهما ؟ الأرنب : إنهما صافيتان كعيني الديك يا سيدي . الثعلب : ( يعوي ) قل : إنهما محمرتان كجمرتين متقدتين . الأرنب : ( وقد استبد به الهلع ) إنهما محمرتان كجمرتين متقدتين يا سيدي . الثعلب : (يعوي ) وفمي ؟ الأرنب : رائحته عطرة كالمسك يا سيدي . الثعلب : (بغضب ) لم أسألك عن جماله أيها الصعلوك . أقصد عن رائحته . الأرنب : إنه جميل يا سيدي . الثعلب : (بغضب شديد ) قل إنه يرغي ويزبد . الأرنب : إنه . إنه يرغي ويزبد يا سيدي . الثعلب : ( يعوي ) وصدري .كيف تراه ؟ الأرنب : إنه جميل يا سيدي . ( الثعلب يعوي... )
أقصد أنه يعلو ويهبط . يهبط ويعلو كموج بحر هائج يا سيدي الثائر. الثعلب : ( يعوي )الآن صار بإمكاني الانقضاض على الثيران بسهولة ويسر، وتمزيقها شر تمزيق . ( يعلو عواء الثعلب في السهل ، فيتابع الأرنب ما يحدث في الأسفل ...)
الأرنب : ( بحماس ) أنه يحوم حول الحمار ، يهجم عليه . و..يرفسه الحمار ، الثعلب يسقط .الحمار يدنو منه ،يا إلهي .الحمار يرفسه ثانية . (بحماس أكثر ) الثعلب يتمدد على الأرض جثة هامدة .عا.. عاش الحمار ويسقط الثعلب .. ( ينط الأرنب ويرقص فرحاً.. يشاهد الذئب العجوز يدنو منه . فيهرب .) ( يتغير المنظر . يظهر الذئب العجوز إلى جانب الثعلب الجريح ) الذئب : فمك يرغي ويزبد يا صاحبي . الثعلب : ( بألم وسرور ) عظيم .وعيناي، كيف تراهما ؟ الذئب : عيناك حمراوان كجمرتين متقدتين . الثعلب :عظيم . وصدري ؟ الذئب : ما به ؟ الثعلب : ألا يعلو و يهبط كموج هائج ؟ الذئب : بلى يا صاحبي . الثعلب : ( بسعادة وهو يتألم ) هذا يعني أنني صرت أسداً ،وملكا. الذئب : ( بسخرية ) بل هذا يعني أنك تحتضر . وربما تموت الآن . أيها الثعلب المخدوع ، والواهم . ( الثعلب يتحسس جسده . يتألم . يبكي وهو يرى الذئب يعوي مكشراً عن أنيابه )
|
|