الثالوث المؤسس للنهضة

إن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه البلاد من خلال تقارير المنظمات الدولية ، والتي تشتغل على مؤشرات مضبوطة للتنمية البشرية، على اعتبار أننا مؤمنون بكل ما يأتي من الخارج بحكم ثقافة التخلف التي عششت في عظم نخاعنا الشوكي، بحيث لم نعد نقبل بما يقدم إلينا من قبل الطاقات الوطنية ، والتي لها من الباع والإمكانيات الفكرية والعلمية ما يخول لها أن تحدد مكامن القصور والضعف في أي مجال من المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والسياسية والتربوية.. مما حبذ – لكثير منها- الهروب إلى ما وراء البحار ، لنشدان مساحة شاسعة من الحرية في المجال العملي/والعلمي بشكل عام.
وما تشهده البلاد من عطالة في صفوف خريجي المعاهد والكليات، والحائزين على الشواهد العليا، والإضرابات المتوالية لعديد من القطاعات الحكومية، والمحاكمات الماراطونية لعديد من الصحف الوطنية المستقلة، والوضع الغير السار بالنسبة لمجموع المواطنين لوضعية التعليم، والخرجات المهرولة لتصحيح الوضع لعدد كبير من المسؤولين عنه، لخير دليل على ما وصلت إليه البلاد من تقهقر في سلم التنمية البشرية، نتيجة السياسات المتبعة في نهج تعليم يمتح من خصوصيات بيئات أجنبية تختلف كليا عن بيئتنا التي تعج بعادات وتقاليد راسخة في المخيال المغربي، الذي لا تمحو آثاره أية زوبعة من الزوابع القادمة من كواكب بعيدة .
إن تقدم الدول يقاس ببرامج ومناهج التعليم في تلك الدول. فإذا لم نتخذ خطوات جريئة في هذا المجال بطرق علمية دقيقة تتوخى الاهتمام بالعنصر البشري ، على مستوى التكوين وإعادة التكوين، والاهتمام بالبنيات التحتية، والمطاعم المدرسية، والمكتبات المدرسية، والملاعب الرياضية و... فالنتائج لا محالة ستكون عكسية، وسيكون تبذير الجهد والطاقة والإمكانيات بدون فائدة تذكر، اللهم استفادة سماسرة الوضع الكارثي، كاستفادة تجار الحروب.
إننا ننشد من الوزارات التي تهتم بالعنصر البشري وخاصة في تكوين شخصيته وبنائها سواء على المستوى الفكري أو العقلي أو الجسدي، أن تتوحد مدخلاتهم وذلك بخلق جسور تسمح باستغلال الفضاءات المشتركة، والإمكانيات المتوفرة لبلورتها في مخرجات أهداف نتوخى منها خلق مواطن صالح بما في الكلمة من معنى. رفيقه الكتاب، ووقته الثالث رياضة، وباقي أوقاته تعليم/ وتعلم و دراسة.
لذا فوزارة التربية الوطنية..ووزارة الشبيبة والرياضة، ووزارة الثقافة. هذا هو الثالوث الذي يجب اعتماده لتأسيس طفرة نوعية في مجال النهوض بالمواطن المغربي، للظفر بالنتائج التي نطمح إليها في العديد من المجالات.الرياضية، الفكرية، التربوية.
فتبادل الخبرات بين هذا الثالوث، وتكملة الواحد للآخر في كثير من الأمور لمن شأنه الرفع من مستوى الناشئة، سواء من حيث إمداد وزارة الثقافة لجل المدارس والثانويات بالكتب والمجلات..أو من حيث ربط شراكات حقيقية تجعل المدارس والثانويات ورشات فعلية لمجموع الفنانين الذين لم تطأ أقدامهم أبواب المؤسسات مذ غادروها أو تخرجوا منها، كما أن استغلال المسارح من قبل الناشئة الموهوبة لمن شأنه خلق جيل يخلف السلف الذي ضحى بالغالي والنفيس لترسيخ الفعل المسرحي. كما أن وزارة الشبيبة والرياضة بدورها يمكن أن تلعب نفس الدور في خلق جسور رابطة بين الأندية الرياضية والمدارس والثانويات، حيث هناك العديد من المواهب الرياضية، تضيع هباء نتيجة الإهمال، مما يحول مسارها إلى الانحراف وما إلى ذلك. وما المخيمات الصيفية إلا دليل على ما ينشده الصغار والشبيبة من حرية في اللعب والفعل، إلا أنها لا ترقى إلى ما يطمح إليه الجميع. فوزارة التربية الوطنية...وما تتوفر عليه من بنيات وفضاءات وملاعب و.. إضافة إلى ما تتوفر عليه وزارة الثقافة ووزارة الشبيبة والرياضة، إن استغل بطريقة عقلية وبأطر مواطنة تسهر على خدمة الوطن والمواطنين بحب وإيثار وتطوع..أكيد فالنتائج ستكون سارة، ومؤشرات التنمية إذاك سترتفع إلى أقصى حدود لها

مجلة التربية

» خطيـــــر: حكومــــــــة العدالــــــة و التنميــــــة تتبنى رسميا مبـــــــدأ « الثالوث الملعون » كقاعدة لإصــــــلاح التقاعـــــــد

الثالوث المؤسس للنهضة

الثالوث المؤسس للنهضة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة