محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: ماهو مشروع المؤسسة؟3 السبت أغسطس 30, 2008 12:21 pm | |
| من المعروف أن الإنسان حسبالفيلسوف الفرنسي الوجودي جان بول سارتر مشروع وجودي مستمر ودائم يبدل قناعاتهواختياراته في كل وقت وآن. ومن ثم، فإن المشروع هو اقتراح وضعية إنجازية وسلوكيةلتجاوز عائق أو تعثر على ضوء خطة عمل محددة الأهداف والوسائل والإمكانيات والظروفقصد تحقيق منفعة مادية أو معنوية. ويعرفه محمد الدريج بأنه" سلوك إنساني مستبقيفترض القدرة على استحضار الغائب( ما ليس حاضرا الآن) وتخيل الزمن القادم( تصورالمستقبل) من خلال إنشاء سلسلة من الأعمال والأحداث الممكنة والمنتظمة بشكل قبليومسبق." ويضيف الباحث:" إنه سلوك إنساني يفترض أسلوبا في التفكير والعمل، يحيل علىخطة تستند إلى منهجية تحدي المشاكل، انطلاقا من تحليل دقيق للواقع( الوضعيةالراهنة) واقتراح الحلول وضبط وسائل العمل وبرمجة النشاط... لبلوغ الأهدافالمنشودة( تجاوز الذات والواقع) بأكبر قدر من الفعالية والعقلانية والتخطيط.".1. ويمكن الحديث عن عدة مشاريع في مجالات مختلفة: مشروع سياسي، ومشروع اقتصادي، ومشروعاجتماعي، ومشروع ثقافي، ومشروع فني، ومشروع رياضي... ولكن ما يهمنا هو المشروعالتربوي أو التعليمي المقترن بالمدرسة أو المؤسسة التربوية بصفة عامة. لكن محمدالدريج يقسم المشروع المرتبط بالمدرسة إلى عدة مشاريع كمشروع النشاط التربويوالمشروع التربوي والمشروع البيداغوجي ومشروع المؤسسة ومشروع المنطقة. ويلاحظ علىهذا التصنيف عدم الدقة والخلط المنهجي وعدم تدقيق المفاهيم نظرا لتداخل هذه الأنواعكلها، وإلا فما الفرق بين المشروع التربوي والمشروع البيداغوجي؟2 أليس هذانالمصطلحان بمفهوم واحد: الأول بالعربية والثاني بالفرنسية؟! والآن علينا أن نعرف ماهي خصائص المشروع التربوي ومميزاته؟ من مميزات المشروع التربوي أنه مرتبط بالمؤسسةالتعليمية وبالفضاء الدراسي والبيداغوجي و الديداكتيكي، كما أنه مشروع دينامي وحيوييتكيف مع الحاجيات والوضعيات الجديدة التي تواجهها المدرسة، علاوة على كونه فعلاميدانيا وواقعيا ونشاطا عمليا برجماتيا ينطلق من أهداف معينة وفلسفة خاصة واعيةبالزمن وسياقات الإنجاز. وهو كذلك فعل جماعي تشاركي وتعاوني يقوم به التلاميذبمآزرة الفريق الإداري والتربوي في مشاركة مع الفاعلين الداخليين والخارجيين، زد عنذلك أنه شامل لجميع عناصر خطة العمل.3. وقد أحصى مارك بروMARC BRUولوي نوطLOUIS NOTخمس وظائف أساسية للمشروع: الوظيفة الاقتصادية والإنتاجية. الوظيفة العلاجية. الوظيفة الديداكتيكية. الوظيفة الاجتماعية والتواصلية. الوظيفة السياسية( تكوينالمواطن الصالح المدني).4 أما مشروع المؤسسة فهو مشروع تربوي إرادي وتطوعي واقعييخدم مصلحة التلميذ من خلال تضافر جهود كل الفاعلين التربويين والإداريين والشركاءالداخليين والخارجيين لإيجاد حلول ناجعة عملية وميدانية لوضعيات ومشاكل تواجههامؤسسة تربوية ما من خلال اقتراح خطة العمل محددة الأهداف والوسائل والإمكانيات قصدتحقيق حاجيات وإشباع رغبات المتمدرس ماديا ومعنويا. وتعرفه وزارة التربية الوطنيةبأنه" يعني برنامجا إراديا وخطة تطوعية مؤلفة من مجموعة من الأعمال المنسجمة التيتهدف إلى الحصول على أفضل النتائج في المؤسسات التعليمية، والرفع من مستوى التحصيلبها، والسمو بجودة علاقتها بمحيطه الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي". 5 وقد كانتالمذكرة الوزارية رقم 73 أكثر تحديدا لمشروع المؤسسة من خلال تحديد أهدافه:" وحتىيؤدي المشروع التربوي المنتظر منه فإنه ينبغي أن يتمحور حول موضوع له اتصال مباشربالحياة اليومية للمؤسسة وأن يهدف إلى دعم العمل التربوي في مختلف مساراته، وأنيكون وسيلة تساعد على رفع مستوى التعليم وزيادة فعالية العمل التربوي ونجاعته فيتحقيق الترقي الذاتي للتلاميذ، وفي جعل المدرسة عنصر إشعاع وتنمية."6. ويرى محمدالدريج أن مشروع المؤسسة عبارة عن"برنامج إرادي تطوعي( خطة عمل) مؤلف من سلسلة منالأعمال والإجراءاتالتي تهدف، بشكل منسجم، الحصول على أفضل النتائج في المؤسساتالتعليمية والرفع من مستوى وجودة التعليم بها، وتعميق ارتباطها بمحيطها واندماجهافي مجالها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. إنه خطة منظمة متناسقة العناصر، يتعاونعلى تنفيذها فريق تربوي (مجموعة عمل) داخل المؤسسة، من خلال جملة من الأنشطة، لغايةاختيار ما يناسب من أهداف تربوية وتكييفها بما يلائم متطلبات البيئة وحاجياتالجماعات المحلية ومطالبها، وفي انسجام مع الغايات والمبادئ العامة المقبولةوالمتفق عليها على الصعيدين الوطني والعالمي"7. أما عبد اللطيف الفارابي ورفاقهفيعرفون مشروع المؤسسة بأنه:" خطة أو برنامج متوسط المدى يتألف من أعمال وأنشطةقصدية ذات طبيعة تربوية وبيداغوجية، يشارك في بلورتها وإعدادها وإنجازها وتقويمهامجموعة من الفاعلين المنتمين إلى المؤسسة التعليمية، وفاعلين لهم اهتمام بالتربية،تربطهم بالمؤسسة علاقة شراكة. ويتوخى مشروع المؤسسة بالأساس الرفع من إنتاجيةالمؤسسة، وتحسين شروط العمل داخلها، والرفع من مردوديتها التعليمية، ودمجها فيمحيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي".8. و قد ظهر مشروع المؤسسة باعتباره مظهرا منمظاهر التجديد التربوي في الغرب وخاصة في الدول الأنجلوسكسونية .أما فرنسا فقد تبنتمشروع المؤسسة منذ أوائل الثمانينيات في مدارسها وثانوياتها"بل فرضته بنص قانونيصودق عليه في سنة 1989، يجبر المؤسسات على إعداد مشاريع خاصة بها. والحقيقة أن فكرةالمشاريع التربوية بدأت تتسرب، متأثرة بالأدبيات الأنجلوسكسونية، إلى نسيج النظامالتعليمي الفرنسي قبل ذلك التاريخ بكثير. فمنذ سنة 1973 ألحت التوجيهات الرسمية علىتخصيص 10% من استعمال الزمن، لإنشاء رفقة التلاميذ، مشاريع في مواضيع تربوية تخرجعن إطار المواد الدراسية المقررة."9. وقد ارتبط مشروع المؤسسة في الغرب بالتربيةالحديثة الداعية إلى الحرية والمبادرة الفردية والفكر التعاوني التشاركي وارتباطالمدرسة بالحياة وانفتاحها على محيطها وسياقها السوسيواقتصادي في إطار منظور عمليومنفعي براجماتي ليبرالي كما هو شأن فلسفة التربية عند وليام جيمس وجون ديويودوكرولي وكوزيني وفريني. ...يتبع... |
|