hawass المشرف على منتدى المواضيع التربوية العامة
الجنس : عدد الرسائل : 797 العمر : 44 العمل/الترفيه : instituteur المدينة : تارودانت البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 21/08/2008 نقاط : 943
| موضوع: توبة الثعلب مسرحية للأطفال الإثنين نوفمبر 03, 2008 8:15 am | |
| ( منظر غابة : بيوت وأكواخ متناثرة وسط الأشجار، قرع على الطبل ، يسمع صوت منادي الغابة الذي يدخل بعد لحظات . يتجمع حوله بعض سكان الغابة)
المنادي : أيها الأصحاب ، أيها الأصدقاء ، يا سكان الغابة من صغار و كبار . اسمعوا وعوا، جاء عدونا الثعلب يعلن توبته طالباً المغفرة والسماح على ما أقدم عليه من شرور، فعلى من يريد أن يرى ويسمع هذا الحدث الغريب التواجد حالاً في المحكمة. ( يتابع سيره) أيها الأصحاب ,أيها الأصدقاء، يا سكان الغابة . . ( يخرج ويتلاشى صوته .. يظل الجميع في حالة ذهول تام ) الديك : (بسرور كمن استفاق من نومه ) كوكو.. ( للحمار ) أيها الصديق . الحمار : نعم ؟ الديك : اقرصني . الحمار : لماذا ؟! الديك : لا تأكد من أنني لست في حلم .
(الحمار يقرصه. الديك يقفز بعيداً عنه متوجعاً) آي .آي. ما هذا القرص الخشن أيها الحمار ؟! الحمار : أنت طلبت مني أن أفعل ذلك يا صديقي . الديك : كان يجب أن أطلب منك نتف ريشة صغيرة من جناحي . الحمار : حاضر .(يقتلع أكثر من ريشة بخشونة ) ( يحلق الديك عالياً ويهبط ..) الديك : (بألم ) آي ،آي. لم أطلب منك فعل شيء ،هل تريد سلخي؟ الحمار : لا . الأرنب : ( يفكر) أعتقد أن الثعلب جاء ليخدعنا . الحمار : أنا أيضاً أجزم بذلك. الديك : أنا لا أعتقد أنه جاء يخدعنا . الأرنب : ( باستغراب ) لماذا ؟! الديك : (بحذر . إلى الحمار ) ولا أجزم على ذلك. الحمار : (باندهاش) ماذا ؟! الديك : حتى أرى ,وأسمع . الحمار الأرنب : ( بامتعاض و سخرية ) لنرى ,ونسمع أيها الفصيح . (يخرجون ..) (يتغير المنظر . ساحة محاطة بالشجيرات . في صدر الساحة , وعلى جذع شجرة , يجلس القاضي بثوبه الأسود،غير بعيد عنه يقف الثعلب محاطاً بحارسين من حراس الغابة ،إلى جانب القاضي يجلس الحصان والديك و الحمار و الخروف ، وقبالتهم يقف جمهور من سكان الغابة . الهرج والمرج يسودان جو الساحة ..) القاضي : هدوء . أرجو من الجميع التزام الصمت . (يصمت الجميع ,يكمل القاضي الحديث ) أنت أيها الثعلب تدعي أنك جئت تطلب المغفرة والصفح . الثعلب : نعم يا سيدي ، وسأعلن توبتي أيضاً يا سيدي . القاضي : عظيم . الثعلب : توبة صادقة يا سيدي . القاضي : لا بأس ،لكن ما الدوافع التي جعلتك تطلب المغفرة وتعلن التوبة ؟ الثعلب : (بخبث ) حياتكم يا سيدي: حياتكم التي يعمها الخير؛ حياتكم التي ينتشر فيها الأمن .. حياتكم التي يسودها السلام و التسامح و المحبة . القاضي : (يقاطعه ) مفهوم ، مفهوم أيها الثعلب . الديك : (بسرور ) كلام جميل ، كلام معقول . القاضي : (بضيق ) ما هذا أيها المستشار؟ الحمار : ( ينتف ريشة من الديك . بهمس ) استيقظ يا صاح . الديك : أي . أي . ( يضحك الحاضرون في ساحة المحكمة ..) القاضي : الهدوء ،الهدوء . ( للثعلب ) وحياتك السابقة أيها الثعلب ؟ الثعلب : ما بشأنها ؟ القاضي : ألم تعد تعجبك ؟ الثعلب : (بانفعال زائد ) كلا، وألف كلا يا سيدي . الحصان : ولماذا ؟ الثعلب : لأن الحياة مع الوحوش لا خير فيها ,لا أمن فيها .لا سلام فيها . ( الديك يحاول التصفيق . الحمار ينتف ريشة فيصمت متألماً ) الخروف : ( باستغراب ) وحش يدين حياة الوحوش ! الحمار : شيء لا يمكن تصديقه .. الثعلب : لماذا لا تصدق ؟ ثم إني لست وحشاً . نعم لست وحشاً وها أنا ذا أتبرأ من الوحوش جميعاً . القاضي : لماذا ؟ الثعلب : (بشاعرية مزيفة ) لأن قلبي لم يعد يحتمل قسوتهم , وشراستهم . الحصان : وماذا تقول عن شراستك . وعن افتراسك الحيوانات الضعيفة؟ (الثعلب يتباكى ..) القاضي : لماذا تبكي أيها الثعلب ؟ ( الثعلب لا يجيب , ويستمر في التباكي ) الديك : ربما لأنه ندم على ما كان يفعله . الحصان : لا أظن ذلك . ( الثعلب يتباكى بصوت أعلى ..) القاضي : كفَّ عن البكاء وتكلم . الثعلب : حاضر يا سيدي . القاضي : لماذا تبكي ؟ الثعلب : لأنني مظلوم يا سيدي . القاضي : من ظلمك ؟ الثعلب : أنتم . الجميع : (باستغراب ) نحن ؟! ( تعلو الهمهمات في الساحة ..) الثعلب : نعم أنتم . الخروف : كيف ؟ القاضي : اشرح لنا ادعاءك بوضوح . الثعلب : دائماً وأبداً يا سيدي . دائماً وأبداً كان قلبي يتمزق ألماً عندما كنت أمزق جوف أرنب . ودائماً وأبداً يا سيدي . دائماً وأبداً كانت الدموع تملأ مآقي عندما كنت أطبق فكي على عنق دجاجة لذيذة : أقصد مسكينة ،أو ديك جميل وطيب وحنون . ( ينظر ‘إلى الديك بخبث ..) الديك : (باستغراب وتأثر ) أحقاً ما تقوله أيها الثعلب ؟ الثعلب : (يتباكى ) نعم . الحصان : (يلكز الديك ) اصمت أيها المستشار. الديك : (لا يتوجع ) آي . الحمار : ( يقتلع منه ريشة ) استيقظ . الديك : آي . آي . القاضي : (بضيق ) كفى أيها السادة . المستشارون : حاضر يا سيدي . القاضي : (للثعلب ) ما دليلك على صحة ما تقول؟ الثعلب : صديقي الذئب . الجميع : من؟ الثعلب : ( مستدركاً ) أقصد قلبي الطيب ، وعيوني يا سيدي . الخروف : نريد دليلاً مادياً أيها الثعلب . الثعلب : هل أقسم لكم يا سادة ؟ أقسم بكل المقدسات . الديك : ( يهمس للخروف ) أنه يقسم بكل المقدسات ! الخروف : أنه يقسم بمقدساته يا فهمان . الديك : لم أفهم . الخروف : ( يهمس ) ولن تفهم . القاضي : القسم وحده لا يكفي لتصديقك أيها الثعلب . الثعلب : سأشتم جميع الوحوش؛جميعها على الإطلاق يا سيدي . الحصان : نحن لا نحترم من يشتم الآخرين . الديك : هذا صحيح ، لكن .. الحمار : لكن الشتائم كالأفعال الدنيئة تماماً . الثعلب : حسن . أنا مستعد لتنفيذ ما تطلبون مني فعله في الحال . الخروف : عظيم . القاضي : عظيم إذا برهن الثعلب على حسن نواياه أيها المستشار . الثعلب : عندما تساكنونني سأبرهن على حسن نواياي الطيبة يا سيدي . ( هرج ومرج في المحكمة .. ) صوت : ( بحماس ) لا نقبل أن يسكن الثعلب بيننا . صوت ثان: أحمق من يساكن عدوه . القاضي : صمتاً أيها الحضور،أرجو التزام الهدوء . الثعلب : ( يتباكى ) أنتم قساة ، قلوبكم متحجرة . ( الهرج و المرج يسودان الساحة ..) القاضي : ترفع الجلسة ساعة واحدة للتشاور. ( يتغير المنظر . القاضي و المستشارون في مكان آخر ) القاضي : ما رأيكم بقول الثعلب أيها السادة المستشارون ؟ الحصان : إنه كاذب . الخروف : من الخطأ تصديق الثعلب الحمار : بل قل من الغباء . الديك : إنكم تبالغون . الحمار : ( بحنق ) يا للغباء ! الديك : لست غبياً . الخروف : لا أفهم سبب تعاطف زميلنا الديك مع الثعلب . الحمار : إني أشك في هذا الأمر . الديك : (بانزعاج ) هذه إهانة ، واتهام أحتج عليه..كوكو. (يعلو صياحهم . القاضي يطلب منهم التزام الهدوء , يصمت الجميع.) القاضي : نريد قراراً نهائياً . الحمار : نطرده . الحمار : ( يرفع يده ) موافق . الخروف : أنا أيضاً ( يرفع يده ) القاضي : وأنت أيها الديك . ( الديك لا يجيب ..) الحصان : أني أستغرب من الديك هذا الموقف ! الحمار : أنا ذكرت السبب . الديك : إني أحتج . الخروف : من المفروض أن تكون أول المعارضين للثعلب أيها الديك . الديك : لماذا ؟ الخروف : لأنه عدوك الأول . الديك : إني لا أسيء الظن بالآخرين . الحصان : نحن أيضاً لا نسيء الظن بأحد ،لكن الثعلب عدو . الديك : أرجو أن يعم السلام في أرجاء الغابة . الخروف : نحن أيضاً نسعى إلى السلام . الديك : لا بد من حل آخر غير طرد الثعلب ؛ فربما كان صادقاً . القاضي : هل لديك حل آخر ؟ الديك : ( يفكر ) لا . الحصان : لا أرى حلاً مناسباً غير الطرد . الحمار : إني أوافقك الرأي . القاضي : (يفكر ) لدي حل . الجميع :ما هو ؟ القاضي : اسمعوا . سنوافق على طلب الثعلب . لكن ( يصمت ). الجميع : لكن ماذا ؟! القاضي : ستعرفون ذلك في المحكمة . ( يتغير المنظر . ساحة المحكمة ، يجلس الجميع في أماكنهم المخصصة لهم: القاضي و المستشارون و الثعلب و الحضور .. أصوات متداخلة و همهمات ..) القاضي : صمتاً أيها الحضور،أرجو التزام الهدوء . ( يسود الصمت . للثعلب ) أيها الثعلب الثعلب : نعم يا سيدي . القاضي : تدعي أنك لست وحشاً ، أليس كذلك ؟ الثعلب : نعم يا سيدي ، وأقسم على ذلك . القاضي : وتدعي أنك بريء من الوحوش ؟ الثعلب : نعم يا سيدي ، أقسم على ذلك . القاضي : و تريد أن تكون مثلنا : أليفاً و مسالماً ؟ الثعلب : نعم يا سيدي ، أقسم على ذلك . القاضي : حسن ، لكن كيف ؟ الثعلب : (باستغراب ) كيف ؟! سأعيش كما تعيشون ، وآكل معكم كما تأكلون . وأنام كما تنامون و..حيث تنامون . أصيح مثل الديك كل صباح (يصيح) كوكو . ( يعوي , يستدرك الموقف ) وأغرد مثل الحمار. ( يحاول تقليد نهيق الحمار . فيعوي ) عفواً .عفواً. سأتدرب على ذلك في المستقبل . الحمار : ( يهمس للحصان ) وهل سينجح في تقليد صوتي ؟ الحصان : نعم . عندما يصبح حماراً . القاضي : لدي حل آخر أيها الثعلب . الثعلب : إني أقبله .ما هو ؟ القاضي : أن تنزع مخالبك . الثعلب : ( باندهاش ) ماذا ؟! الحصان : اقترح معقول جداً . الثعلب : سيكون ذلك مؤلماً يا سيدي القاضي . القاضي : دعني أكمل . الثعلب : تفضل . القاضي : وأن تقتلع أنيابك . الثعلب : (بخوف) ماذا ؟! الخروف : حل ذكي . الحمار : نعم . إنه حل ذكي جداً. الثعلب : سيكون ذلك مؤلماً جداً يا سيدي. الحصان : ألا تريد أن تصبح مثلنا ؟ الثعلب : بلى . الحمار : وتغرد مثلي ؟ الثعلب : (باستغراب ) أغرد ؟! الحمار : نعم . الثعلب : بلى . بلى . الديك : نفذ اقتراح القاضي إذاً . الثعلب : لن أستطيع فعل ذلك . الديك : لماذا ؟ الثعلب : لأنني أخاف الألم . أنا جبان والحمد لله . القاضي: لا تخف ،سيجري لك طبيب الغابة العملية ، وهو طبيب ماهر جداً . الثعلب : حسن. أنا موافق ، ليرافقني الديك إلى عيادته. الحصان : لماذا الديك بالذات ؟ الثعلب : لأنني أستطيع حمله على ظهري . القاضي : لا حاجة لذلك أيها الصديق ،فطبيب الغابة موجود هنا . الثعلب : موجود هنا ؟! القاضي : ( بصوت مرتفع ) ليدخل طبيب الغابة . ( يدخل الكلب بثيابه البيضاء , ينبح ) الثعلب : ( بخوف و استغراب ) الكلب ؟! ومتى حصل الكلب على شهادة الطب ؟! القاضي : عندما أعلنت توبتك الصادقة أيها الثعلب . الثعلب : ( باندهاش ) متى ؟! القاضي : اليوم . الثعلب : ( يفكر ) وهل اليوم هو يوم القيامة ؟! القاضي : كلا . الثعلب : إني أعتذر إذاً , لقد أخطأت يا سادة . ( ينسحب بحذر . يلاحقه الديك إلى الخارج ..) الديك : اسمع أيها الثعلب، أنت لم تخطئ ، لتكن توبتك صادقة , لنعمل على نشر الوئام في الغابة .. ( يخرجان . يعلو صياح الديك في الخارج . ينبح الكلب وينطلق خارجاً . هرج ومرج ..أصوات مختلطة .) الحقوا بالثعلب . سيفترس الديك . لقد خدعنا . ( يخرجون . تختلط الأصوات في الخارج . يدخل الجميع عدا الثعلب ) الحمار : من الواجب إيقاظ صديقنا . الديك : ( بذهول ) ها . الحصان : و حالاً . الحمار : اسمح لي أن أنتف ريشة منك . الديك : لماذا ؟. الخروف : لتستيقظ . ( ينتف الجميع ريش الديك وهو يصيح متوجعاً ) الديك : لقد استيقظت .. أقسم أنني استيقظت .. ( يضحك الجميع . ثم يغنون أغنية ما..) إظلام ...
|
|